صنع البرتغالي مانويل جوزيه مدرب النادي الأهلي تاريخا لنفسه بقيادته الفريق القاهري العريق لاحراز لقب بطولة دوري أبطال افريقيا ثلاث مرات لكن المدرب المغامر سيبحث عن مجد جديد عندما يقود فريقه خارج ملعبه في مباراة الاياب بالدور النهائي للبطولة الأحد أمام القطن الكاميروني في مدينة جاروا بشمال البلاد.
وعزز جوزيه حاد المزاج مكانته كأبرز مدرب في تاريخ الأهلي بقيادته الفريق للفوز بدوري أبطال إفريقيا في 2001 و2005 و2006 بالإضافة الى احراز الفريق القاهري في فترة ولايته حفنة من الألقاب المحلية.
وبالاضافة الى ذلك قاد جوزيه الأهلي لاحراز المركز الثالث في كأس العالم للأندية في 2006 وكان واحدا من بين المرشحين لخلافة البرازيلي لويس فيليبي سكولاري في تدريب منتخب البرتغال عقب نهائيات كأس اوروبا في يونيو الماضي.
وعندما يخوض الأهلي مباراة العودة أمام القطن سيبحث جوزيه عن اضافة لقب افريقي جديد يضاف الى سجله بعد أن قاد الفريق المصري لنهائي البطولة أربع مرات متتالية وهو رقم لم يسبقه اليه سوى مازيمبي انجلبير من الكونجو الديمقراطية وهافيا كوناكري الغيني.
وكان جوزيه على أعتاب قيادة الأهلي لانجاز غير مسبوق العام الماضي باحراز دوري أبطال افريقيا ثلاث مرات متتالية قبل أن يحرمه النجم الساحلي التونسي من ذلك. لكن الفريق المصري صاحب الشعبية الكبيرة لم ينتظر كثيرا كي يظهر في الدور النهائي مجددا بقيادة مدربه البرتغالي المحنك واقترب من احراز اللقب للمرة السادسة وهو رقم قياسي بعد الفوز في مباراة الذهاب بالقاهرة قبل أسبوعين 2-صفر.
وتشوب المغامرة أسلوب جوزيه ويرى المدرب البرتغالي أن هذا هو سر انتصارات فريقه المتتالية.
ويقول جوزيه "السر وراء الانتصارات المتتالية هو روح المغامرة التي أملكها.. أدخل كل مباراة من أجل الفوز ولا شيء غيره."
ويضيف "نعم نغامر.. وعند مواجهة أي فريق نلعب بأسلوب منظم ونعتمد على طريقة اللعب 3-4-3 ونلعب دائما من أجل الفوز."
وتابع المدرب البرتغالي قوله "أسعى لاخراج الأهلي من عباءة اللعب الافريقي وتحويله ليصبح فريقا اوروبيا.. وقد بدأت في ذلك منذ قدومي إلى النادي."
ورغم هذه المسيرة الرائعة الا أن جوزيه لا تربطه علاقة ودية بوسائل الاعلام المحلية ولا يحضر المدرب البرتغالي المؤتمرات الصحفية التي تلي مباريات فريقه في الدوري المصري وفي المقابل يوصف بأنه "مغرور" من جانب الصحافة.
لكن جوزيه يجد في الوقت نفسه دعما غير محدود من مشجعي الأهلي في جميع المناسبات.
وعندما لمح المدرب البرتغالي الى رحيله عن النادي بعد نهاية الموسم الماضي بعد أن قاد الفريق لاحراز لقب الدوري المصري للمرة الرابعة على التوالي منذ توليه المسؤولية في ديسمبر 2003 نظمت روابط مشجعي الأهلي حملات مكثفة لاثناء جوزيه عن قراره قبل أن يعلن تمديد عقده لمدة عامين.
ولا يعد غريبا أن يتمسك مشجعو الأهلي بالمدرب البرتغالي في قيادة فريقهم الذي أحكم قبضته على مقاليد كرة القدم المحلية وانتقل إلى تفوق قاري غير مسبوق خلال توليه المسؤولية.
وفي فترة ولايته الأولى قاد جوزيه الأهلي للفوز بدوري أبطال افريقيا بتشكيلة لم تضم الكثير من النجوم. وبالإضافة إلى ذلك نجح الأهلي في الفوز على ريال مدريد الاسباني 1- صفر في مباراة ودية عام 2001 بمناسبة اختياره "نادي القرن" في افريقيا وكان هذا اللقاء هو الأول للمدرب البرتغالي مع الأهلي.
وبعد سلسلة من الانتقادات للمدرب البرتغالي في الأشهر الستة الأولى من توليه المسؤولية بسبب تراجع مستوى الفريق بدأ الأهلي يجني ثمار خطط جوزيه التي اتسمت بالجرأة بفضل مزيج من اللاعبين الكبار والشباب.
وفاز الأهلي على منافسه اللدود الزمالك 6-1 في مايو 2002 بالدوري المحلي وبعدها بأربعة أيام تعادل الفريق القاهري مع الاسماعيلي 4-4 في مباراة صنفها خبراء كرة القدم كأفضل مباراة في تاريخ الدوري المصري.
ورغم ذلك خسر الأهلي لقب الدوري المحلي في المرحلة الأخيرة لمصلحة الاسماعيلي وهو ما جعل النادي يقرر عدم تمديد تعاقده مع جوزيه.
وفي ولايته الثانية قاد جوزيه الأهلي للفوز بالدوري المحلي أربع مرات متتالية ودوري أبطال افريقيا مرتين بالاضافة إلى الحصول على المركز الثالث في كأس العالم للأندية.
ونقل عن جوزيه قوله "لم أحظ بمثل هذا الحب من المشجعين حتى وأنا في بلادي.. لا أتخيل نفسي مدربا لفريق آخر الآن سوى منتخب البرتغال."